خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الذكاء الاصطناعي والإعلام.. ثورة تكنولوجية أم مشكلة جديدة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عمران السكران

في عالمنا الصحفي اليوم، حيث تُعتبر التغذية الراجعة من المتلقي بمثابة الكنز الثمين الذي يساهم في جعل الحوار أكثر عمقًا وتفاعلًا، كنا نعيش في زمن كان فيه الاتصال الوجاهي هو سيدة الموقف. نعم، ذلك النوع من الاتصال الذي كان يقتصر على وسائل الإعلام التقليدية، التي كانت تتيح بعض التفاعل البطيء، ليصبح بعدها الإعلام الرقمي هو البطل الجديد، اليوم، بات الجميع يمتلك «صوتًا» بفضل الإنترنت، وأصبحنا في عصر حيث المعلومات تتدفق من كل حدب وصوب، مع تغذية راجعة أسرع من «شكرًا» على منشور في الفيسبوك.

لكن، وكما في أي «ثورة تكنولوجية»، لا تأتي الأمور دون تحديات، فنحن لا نتحدث عن اختراع جديد فقط، بل عن دخول الذكاء الاصطناعي (أو كما أحب أن أسميه «الوحش القادم") إلى عالم الصحافة، نعم، لم يعد الذكاء الاصطناعي قاصرًا على مصانع الهواتف أو الأسلحة، بل أصبح الآن يتسلل إلى صناعة الأخبار ليضيف بعدًا جديدًا من الارتباك والإرباك.

ما الذي يحدث إذًا؟ لا داعي للذعر! الذكاء الاصطناعي مجرد أداة جديدة في الترسانة التكنولوجية، ولكنه جاء ليزيد الأمور تعقيدًا في عالم الصحافة، فإذ كانت الصحافة الشعبية أو «صحافة المواطن» قد ساهمت في نشر الأخبار المزيفة والشائعات، فإن الذكاء الاصطناعي جاء ليعزز هذه «الفرصة الذهبية»، تخيلوا، بإمكانكم الآن نشر خبر مزيف في أقل من ثانية، وقبل أن تدركوا ما يحدث يكون قد أصبح موضوعًا للنقاش في كل مكان!

هنا يأتي دور الغوص في كيفية ترويض هذا «الوحش التقني» من خلال عمل جماعي تشترك فيه جميع أطياف صناعة الخبر والمحتوى، خاصة المختصين في هذا الشأن، الدكتور مصطفى الصبيحي أصدر كتابا تحت عنوان (الذكاء الاصطناعي.. والإعلام الرقمي) يرشدنا فيه إلى كيفية «ترويض» هذه التقنية التي أصبحت وحشا إعلاميا.

الكتاب يشرح كيف أن الذكاء الاصطناعي دخل في عالم الصحافة من أوسع أبوابه، ليصنع نوعًا من الخبر الذي يجمع بين السرعة والضبابية، وبالرغم من ذلك، يحاول الكتاب أن يعطينا أدوات للمواجهة، ولو كانت تلك الأدوات شبيهة بمحاولة التحكم في فيضان باستخدام كوب ماء.

لكن السؤال الكبير: هل سيحل الذكاء الاصطناعي محل الصحفيين؟ بالطبع لا! الصحفي لا يزال في حاجة لعمق إنساني، لتلك التجارب الشخصية التي تضفي روحًا على الأخبار، وهو ما لن يتمكن الذكاء الاصطناعي من محاكاته أبدًا، فهو في أفضل حالاته قد يكتب تقارير روتينية أو يحلل بيانات، ولكن عندما يتعلق الأمر بالثقافة والمشاعر الإنسانية؟ حسنًا، لا تتوقعوا منه أن يكون بديلاً للصحفي الذي يعبر عن أحاسيسه ويشعر بما يكتب.

لن نتمكن من الهروب من تأثير الذكاء الاصطناعي على الإعلام، فهو أداة قوية، لكنه لا يمكنه أن يكون الصحفي أو الكاتب الذي يمتلك تلك الفطرة البشرية التي تجعله قادرًا على فهم تعقيدات الواقع، وإذا أردنا حقًا التصدي لهذا التحدي، فسنحتاج إلى شراكة بين الإعلام البشري والتكنولوجيا، لضبط المشهد الإعلامي وتقديم محتوى أكثر دقة وواقعية.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF